جرعة واحدة من مركب صغير يشفي فئران من مرض الملاريا

نشر باحثون دراسةً تشير أن مركباً صغيراً يمكن أن يعالج عدوى الملاريا في الفئران بجرعة واحدة. وأظهرت الدراسة أن طفيلي الملاريا "المتصورة المنجلية "Plasmodium falciparum يواجه صعوبة في تطوير مقاومة ضد هذا المركب، المعروف باسم MMV688533. وإذا ثبت أن هذا المركب آمن وفعال على البشر، فيمكن أن يكون هذا المركب سلاحاً قوياً في مكافحة الملاريا.

على الرغم من تراجع الإصابات والوفيات بالملاريا من عام 2000 إلى عام 2015، بفضل التدابير الوقائية، التشخيصية، والعلاجية، فإن عدد الأشخاص الذين أَصيبو بالملاريا استقر منذ عام 2016.

طورت طفيليات الملاريا في جنوب شرق آسيا مناعة ضد الترسانة الحالية من الأدوية المضادة للملاريا، مما يجعل هذه الأدوية غير فعالة في العديد من الحالات. هذه المقاومة تهدد بأن تصبح مشكلة أيضاً في أفريقيا، حيث للملاريا أكبر تأثير هناك.

قتلت الملاريا حوالي 409,000 شخص في عام 2019، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. يقول الباحث في الملاريا دايڤيد أ. فيدوك من مركز ايرفينڠ الطبي التابع لجامعة كولومبيا: "يمكن أن يزداد الأمر سوءً إذا خسرنا خط دفاعنا الأول المتمثل بالأدوية الحالية."

قاد كُلاً من فيدوك وديديير ليروي من مشروع أدوية الملاريا الفريق الدولي الذي اكتشف مركب MMV688533. لم يستخدم الفريق أسلوب اكتشاف الأدوية التقليدي المتمثل بفحص مكتبة ضخمة من المركبات ضد هدف معروف مضاد للملاريا. بدلاً من ذلك، بدأوا مع عدد صغير نسبياً من المركبات (حوالي 800 دواء) تم تطويرها بواسطة شركة صناعة الأدوية سانوفي التي تعتبر فعالة ضد أهداف بشرية مثل بروتينات الخلايا السرطانية. وتوقع الباحثون أن بعض هذه المركبات قد تصيب أهدافًا ذات وظائف مماثلة في طفيليات المتصورة المنجلية، وبالتالي قد تُكوِن أيضاً علاجاً فعالاً ضد الملاريا. قاموا بتجربة هذه المركبات لمعرفة أي منها قادر على قتل طفيلي المتصورة المنجلية. أحد هذه المركبات وصل لهذا الهدف بالفعل، وتبين أن هذا المركب عبارة عن دايمر "ثنائي الوحدة” من مركب ذو صلة ب "كاريبورايد” وهو دواء مضاد للسرطان، الأمر الذي بدا واعداً. قاموا بتعديل هذا المركب لتحسين ذوبانه وتعزيز قدرته على الوصول إلى الأمعاء، الأمر الذي أدى إلى اكتشافهم المركب المُرشح لعلاج الملاريا MMV688533. (Sci. Transl. Med. 2021, DOI: 10.1126/scitranslmed.abg6013).

يمكن لـ MMV688533 علاج عدوى المتصورة المنجلية في الفئران بجرعة واحدة عن طريق الفم. حيث تواجه طفيليات الملاريا صعوبة في تطوير مقاومة لهذا المركّب، وحتى عندما ستفعل ذلك، يمكن لجرعة أعلى أن تقضي عليها. كما كان هذا الدواء فعالاً في قتل طفيليات الملاريا التي تظهر مقاومة للأدوية الحالية المضادة للملاريا.

يقول مانويل ليناس، وهو عالم كيمياء حيوية في جامعة ولاية بنسلفانيا وباحث في طفيليات الملاريا، في رسالة إلكترونية أنMMV688533 "هو المرشح الأول المثيرللإهتمام ، لأنه سريع المفعول ومفعوله طويل الأمد وأبدى مقاومة محدودة في عينات المختبر، وكلها سمات واعدة في المراحل قبل الإكلينيكية". ويضيف أنه سيكون من المهم أن نعرف كيف يقوم المركَّب بقتل الطفيلي الأمرالذي لا يعرفه بعد فريق فيدوك وليروي.

يقول إدوارد تيت، عالم الأحياء الكيميائية في الكلية الملكية والباحث في المركبات المضادة للملاريا، في رسالة إلكترونية، "في ضوء الفعالية العالية للمركّب وقدرته على الإفلات من المقاومة، من الممكن أن هذا المركب يستطيع استهداف عدة مواقع في الطفيليات بنفس الوقت. "من الصعب تخيل كيف يمكن تصميم مثل هكذا مركب من خلال نهج قائم على تحديد الهدف".

حالياً  يُعتبر المركب MMV688533 في المرحلة الأولى من التجارب السريرية في أستراليا وذلك لتقييم سلامته وقدرته على الصمود.