19 من شركة استرازينيكا "/> 19 من شركة استرازينيكا "/>
Advertisement

If you have an ACS member number, please enter it here so we can link this account to your membership. (optional)

ACS values your privacy. By submitting your information, you are gaining access to C&EN and subscribing to our weekly newsletter. We use the information you provide to make your reading experience better, and we will never sell your data to third party members.

ENJOY UNLIMITED ACCES TO C&EN

Vaccines

تزايد المصاعب المرافقة للقاح الكوفيد-19 من شركة استرازينيكا

تضارب الرسائل حول سلامة وفعالية اللقاح تهدد ثقة العامة في اللقاح

by Ryan Cross
March 29, 2021 | A version of this story appeared in Volume 99, Issue 11

 

Photo shows hands holding a vial of AstraZeneca’s COVID-19 vaccine in Bjelovar, Croatia.
Credit: Damir Spehar/PIXSELL/Newscom
قارورة من لقاح شركة استرازينيكا في بيلوفار – كرواتيا.

يمكنك الوصول إلى جميع محتوياتنا باللغة العربية هنا.

يعتمد الكثير من بلدان العالم على لقاح شركة استرازينيكا المضاد لمرض كوفيد-19 للسيطرة على الوباء. وقد طلبت الدول بشكل جماعي جرعات منه أكثر من أي لقاح آخر لـ COVID-19. يقول العلماء بأن اللقاح فعال في الوقاية من المرض الشديد و الوفاة, وهي أهم الميزات للقاح الجيد. يعتمد اللقاح على تقنية الناقل الفيروسي الغدّي, ويعتبر اللقاح منخفض السعر و سهل التخزين مقارنة بلقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (م ر ن ا) المنتجة من شركة فايزر و موديرنا و الواجب تخزينها في مجمد الثلاجات.

يتضح من خلال الوصف السابق أن لقاح شركة استرازينيكا يجب أن يكون ذو نفع كبير للتغلب على فيروس كورونا. ولكن اللقاح ابتُلي بسلسلة من المخاوف المتعلقة بالسلامة ونتائج سريرية مربكة وتخبط في التواصل من قبل الشركة المُصنعة.

أوقفت مؤخراً أكثر من اثنتي عشر دولة أوروبية حقن اللقاح بعد تقارير عن حدوث تجلطات دموية نادرة عند بعض الأشخاص الذين تم تطعيمهم باللقاح, و بعد حوالي اسبوع من الإيقاف تم استئناف التطعيم بعد أن أقرت الهيئات المسؤولة بأن اللقاح آمن. وفي الولايات المتحدة, حيت لا يزال اللقاح غير مرخص للاستخدام, أصدرت شركة استرازينيكا نتائج جديدة لتجارب سريرية تم بداية الإشادة بها ثم سرعان ما انتُقِدت لإحتمالية المبالغة في فعالية اللقاح.

يقول الباحثون إن القاسم المشترك بين كل مصاعب شركة استرازينيكا هو الافتقار الى الشفافية ويزيد من قلق الباحثين أن كارثة العلاقات العامة تقوض ثقة العامة في اللقاح وربما تفسد ما يمكن أن يظل أداة أمنة وفعالة لإنهاء الوباء.

يتساءل ويليام.ك.هالمان عالم النفس من جامعة روتجرز- نيو برونسوييك و الرئيس السابق للجنة الاستشارية للتواصل حول المخاطر التابعة لإدارة الغذاء و الدواء الأمريكية “ يمكن أن يكون العلم شيئا رائعا, ولكن اذا رفض الناس أخذ اللقاح نتيجة سوء توصيل المعلومات فما هي جدوى أن يكون لديك لقاح جيد” ويتابع بأن هذا المثال سيكون “ مثالا دقيقا لحالة عملية حول ما لا يجب فعله”.

كان لقاح شركة استرازينيكيا المُطور من قبل علماء من جامعة اوكسفورد على الطريق الصحيح ليصبح أول لقاح ضد كوفيد 19 مرخص به في الولايات المتحدة. ولكن المشكلة للشركة بدأت عندما عجزت في تقديم توضيح لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية حول إصابة أحد المشاركين في الدراسة السريرية للقاح بمرض عصبي في الصيف الماضي. نتيجة ذلك أوقفت إدارة الغذاء والدواء التجارب السريرية لمدة سبعة اسابيع في سبتمبر واوكتوبر (أيلول وتشرين الاول) الماضيين ولكن في النهاية لم تجد اي رابط بين المرض و اللقاح.

في الفترة الاخيرة أدت التجلطات الدموية النادرة الحدوث عند اشخاص تلقوا اللقاح مؤخرا في أوروبا- والتي تم ترخيص اللقاح فيها للاستخدام العام- الى دفع العديد من الدول الى وقف إعطاء اللقاح. من بين أكثر من ال 17 مليون شخص الذين تم اعطاءهم اللقاح في اوروبا وبريطانيا أصيب 37 شخصا بتجلطات دموية. هذا وقد وضّح العلماء بأن تجلطات الدم هي أمر شائع وأن المعدلات التي لوحظت عند متلقي اللقاح ليست أعلى من المعدلات المتوقع حدوثها بشكل طبيعي. وبالرغم من أن وكالة الادوية الأوروبية لم تستبعد وجود صلة محتملة بين اللقاح والتجلطات الا أنها صرحت بأن مثل هذا الصلة غير مرجحة وشددت على أن الفوائد المرجوة من اللقاح تفوق المخاطر.

وافق العديد من العلماء على ما خلصت اليه وكالة الادوية الاوروبية. تقول هيلديغوند ارتيل عالمة اللقاحات في معهد ويستار “ تقريبا لا يوجد أي مؤشر الى أن اللقاح يزيد من خطورة الاصابة بالتجلط الدموي”. ولكن يقول بعض الباحثين في أوروبا بأن وكالة الأدوية الاوروبية ل اتأخذ في الحسبان الانواع المحددة للتجلطات التي أصيب بها بعض متلقي اللقاح. وصرح بعض الباحثين لمجلة ساينس بأن إلقاء نظرة أكثر عمقا على هذه الحالات يشير الى حدوث التجلطات بمعدل أعلى من المتوقع. ولزيادة تعقيد الاشكالية فان معظم الاشخاص الذين أصيبوا بالتجلطات هم من النساء.

يقول هالمان الذي يخشى أن تؤدي الكارثة الى تأجيج الجدل ضد اللقاح “ كل هذه المعلومات لا تتلاءم معاً كحزمة معلومات جيدة ورصينة تسمح للأشخاص بتقرير ما اذا كان اللقاح آمنا لهم”. ويتابع هالمان انه من المهم أن نتذكر أن الاشخاص دائما يعانون من اشكاليات طبية ومن المؤكد أن بعض هذه الاشكاليات سوف تظهر بعد فترة قصيرة من أخذ اللقاح. ويضيف بأن الاشكاليات غالبا ما تحدث بأنماط خادعة, بحيث انها تبدو مرتبطة ببعضها و لها سبب مشترك ولكن في الأساس هذه الاشكاليات هي أحداث عشوائية ونحن من نفرض عليها نموذجا معينا وهذا ما يمكن أن تكون عليه حالة لقاح شركة استرازينيكا.

تعد مشكلات السلامة -سواء كانت حقيقة او مُتصورة- ضربة اخرى ضد لقاح شركة استرازينيكا والذي صُوِر على أنه أقل شأنا من لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (م ر ن ا) من شركة فايزر وشركة موديرنا والذي يقدم حماية من مرض الكوفيد-19 بنسبة 95%. في المقابل ذكر بان فعالية لقاح استرازينيكيا تتراوح من 22% الى 90% حسب مكان التجارب السريرية و عيار اللقاح و الفاصل الزمني بين الجرعتيين.

في الثاني و العشرين من اذار مارس وبعد أيام من محاولة وكالة الأدوية الاوروبية من حل اشكالية التجلطات الدموية, أعلنت شركة استرازينيكا نتائج تجربتها السريرية من المرحلة الثالثة لأكثر من 32 ألف شخص من الولايات المتحدة و البيرو و تشيلي. و وفقا للشركة فقد أظهر اللقاح فعالية بنسبة 79% في الوقاية من أعراض كوفيد-19 و فعالية بنسبة 100% في الوقاية من المرض الشديد والاقامة في المستشفى بناء على تحليل 141 حالة من حالات كوفيد-19 من ضمن المشاركين في التجارب السريرية, أغلبهم من مجموعة العلاج الوهمي او ما يعرف بالبلاسيبو. وبناء على ذلك رحب العلماء بهذه النتائج الايجابية و تشير ارتيل بأن مستوى الحماية هذا يعتبر رائعا. ولكن لاحقا في تلك الليلة قام المجلس المستقل لمراقبة البيانات والسلامة المسؤول عن تقييم بيانات اللقاح بابلاغ المعهد الوطني الامريكي للصحة العامة بأن شركة استرازينيكا ربما تكون قد رسمت صورة مُزهرة غير دقيقة لبياناتها. وبعد وقت قصير من منتصف ليل الثالث والعشرون من اذار مارس أصدر المعهد بيانا جاء فيه “ أن شركة استرازينيكا ربما أدرجت ضمن بياناتها معلومات قديمة من التجربة السريرية والتي بدورها ربما أدت الى رؤية غير مكتملة لبيانات الفعالية”.

صَدم هذا الإعلان العام من قبل المعهد الباحثين, تقول ارتيل” انه من غير المعتاد بتاتا أن يقوم مجلس مراقبة البيانات و السلامة بهذا الإعلان علنا و غالبا مايكون خلف الابواب المغلقة” . وذكرت صحيفة الواشنطن بوست بأن أحدث البيانات من التجربة تشير الى أن فعالية اللقاح 69% - 75% أي من 4 الى 10 نقاط مئوية أقل مما ذكرته شركة استرازينيكا.

يقول توني موودي اخصائي المناعة في معهد جامعة دوك للقاحات البشرية “ان ماقامت به الشركة من حشو للارقام هو بمثابة اطلاق النار علينا” ويتابع “ أن الاشخاص يجدون أعذارا كافية لكي يتجنبوا اللقاح ثم تقوم الشركة بشيء من هذا القبيل, انه مجرد فعل غبي”

ورداً على الضجة قالت شركة استرازينيكا انها ستصدر أرقاما جديدة بناء على احدث بيانات التجارب السريرية. في الخامس و العشرين من آذار مارس أعلنت الشركة أن اللقاح كان فعالا بنسبة 76% في الوقاية من أعراض كوفيد-19 بناء على تحليل جديد للعينات شمل 190 حالة اصابة بالمرض. وصرحت الشركة أيضا أن اللقاح كان فعال بنسبة 85% عند البالغيين من عمر 65 ومافوق و لايزال فعالا بنسبة 100% في الوقاية من المرض الشديد والاقامة في المستشفى.

تشعر اريتل بالحيرة أيضا من قرار الشركة بضرورة أخذ جرعتين من اللقاح بفاصل زمني قدره اربع اسابيع فقط. أشار تحليل النتائج السريرية السابقة في المملكة المتحدة الى أن اللقاح كان أكثر فعالية عندما تم أخذ الجرعتين على فترات متباعدة. كانت نسبة فعالية اللقاح تقريبا 82% عندما تم اعطاء الجرعتيين بفاصل زمني قدره 12 اسبوعا وأكثر ولكن الفعالية كانت 55% فقط عندما كان الفاصل بين الجرعتيين 6 سابيع و أقل. ومن الصعب أيضا التوفيق بين هذه النتائج و نتائج التجربة السريرية الجديدة في الولايات المتحدة والتي تشير الى ان لقاح استرازينيكا فعال بنسبة 79% عندما يتم اعطاء الجرعيتن بفاصل زمني قدره 4 اسابيع.

يقول موودي انه حتى لوتبين أن هذه القيمة من الفعالية بنسبة 79% مبالغ فيها فإن اللقاح الفعال بنسبة 70% في الوقاية من أعراض المرض يمكن أن يكون لقاحاً مفيداً. والأهم من ذلك أنه يعتقد بأن التركيز على مدى فعالية اللقاح في الوقاية من الاعراض المصاحبة للمرض - والتي تشمل الحالات الخفيفة والمتوسطة – يُلقي بظله على النتيجة الأكثر أهمية لهذه التجربة السريرية: حماية بنسبة 100% من المرض الشديد والوفاة ويتابع قوله “ يبدو أن اللقاح يقوم بما نريد منه القيام به”.

تقول شركة استرازينيكا بأنها تخطط لتقديم بيانات الى ادارة الغذاء والدواء الأمريكية في الاسابيع القادمة للحصول على ترخيص للقاح. ومن المحتمل أن تواجه الشركة استجوابا من اللجنة الاستشارية للقاحات التي تصوت فيما اذا كان ينبغي للوكالة اعطاء الترخيص للقاح. وبذلك من المحتمل أن تحتاج الشركة لمعالجة قضية سلامة اللقاح والتناقضات في الارقام الواردة في تجاربها السريرية وما اذا كان اللقاح سيكون فعال ضد السلالات المتحورة الجديدة المنتشرة لفيروس الكورونا. وفي هذا الخصوص وجدت تجربة سريرية في جنوب افريقيا بأن اللقاح كان فعالا بنسبة 22% فقط في الوقاية من مرض كوفيد-19 الخفيف أو المعتدل في البلاد حيث ينتشر وعلى نطاق واسع نوع من الفيروس يدعى ( ب 1.351) . هذه الفيروس المتحور وتحورات مشابهة له موجودة الآن أيضا في الولايات المتحدة وبلدان اخرى.

اذا حصل اللقاح على ترخيص الاستخدام في الولايات المتحدة فقد لايصل في الوقت المناسب للمساعدة في كبح الوباء. هذا وقد صرحت الحكومة الامريكية بأنها ستحصل على مايكفي من جرعات من شركات فايزر وموديرنا وجونسون اند جونسون لكل شخص بالغ في الولايات المتحدة حتى نهاية شهر ايار مايو. وبذلك ليس من الواضح ماهو الاستخدام – ان وجد- الذي سيبقى للقاح استرازينيكا في الولايات المتحدة. يقول موودي “ انه سؤال جيد وليس لدينا اجابة واضحة له. وجود العديد من الخيارات ليس بالامر السيء لاسيما اذا لم يتطلب اللقاح سلسلة التبريد الكبيرة كما في حالة لقاح شركة فايزر و لقاح شركة موديرنا”.

هذا اللقاح بتكلفته المنخفضة ومتطلبات تخزينه الاقل صرامة يمكن أن يكون مفيدا بالفعل في البلدان منخفضة الدخل وفي المناطق الريفية في الولايات المتحدة. ولكن العلماء يخشون أن تكون تداعيات كارثة لقاح الاسترازينيكا مؤثرة سلبا على طرح اللقاح على النطاق الوطني والعالمي.

يقول هولمان “ الاشخاص الذين يشككون في اللقاحات سوف يشيرون فعلا الى المقالات الاخبارية المشروعة و يقولون بأن هنالك اشكاليات حول هذا اللقاح و بالتالي كل اللقاحات” ويتابع “ الطريقة التي تم التعامل بها في فيما يخص توصيل وعرض المعلومات تصب فقط في اسوأ تصور لدى العامة فيما يخص السرعة التي تم بها تطوير اللقاح و طرحه للاستخدام”. تقول ارتيل “ مايجعلني حزينة للغاية هو أن هذا اللقاح جيد حقا, لكن الطريقة التي يعبرون بها (استرازينيكا) عن رسائلهم تربك الجميع بمن فيهم أنا “ و .

هذه المقالة تأتيكم بالتعاون بين C&EN , الفرع الأردني الدولي للعلوم الكيميائية من الجمعية الكيميائية الامريكية و منشورات الجمعية الكيميائية الامريكية. القصة الاصلية (باللغة الإنجليزية) يمكن ايجادها هنا.

Translated by: Mohamad Dib Rajab, PhD, Technical University of Munich—Member of Malta Conferences Foundation

Proofread by: Nafisah Al-Rifai, PhD, German Jordanian University

Article:

This article has been sent to the following recipient:

0 /1 FREE ARTICLES LEFT THIS MONTH Remaining
Chemistry matters. Join us to get the news you need.